بقلم د. اسامة طلبة
شارع المعز لدين الله
الفاطمي،
تم إنشاء الشارع
في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله،
الذي أسس مدينة القاهرة عام 969 ميلادية
كعاصمة للدولة
الفاطمية. كان الشارع يمثل الشريان
الرئيسي للعاصمة الفاطمية، ويربط بين بوابة الفتوح شمالًا وباب زويلة جنوبًا. وعلى مر العصور تم اجراء العديد من التوسيعات والتطورات الي الشارع
خاصة في العصر الأيوبي والمملوكي، وأضيفت العديد من المعالم الأثرية اليه، مما
جعله متحفًا مفتوحًا للعمارة الإسلامية بمختلف عصورها . و سُمي الشارع
باسم "المعز لدين الله الفاطمي" تكريمًا للخليفة الفاطمي الذي أسس
القاهرة.
ويضم الشارع الان مجموعة
من أروع الآثار الإسلامية في العالم، ومن أبرزها:
بوابة الفتوح وباب النصر وهما بوابتان تاريخيتان تم بناؤهما في العصر
الفاطمي، وكانتا جزءًا من سور القاهرة القديم.
جامع الحاكم بأمر الله - أحد أكبر المساجد في القاهرة، بناه الخليفة
الفاطمي الحاكم بأمر الله في القرن الحادي عشر.
جامع الأقمر و يُعتبر
من أقدم المساجد التي تم بناؤها بتصميم هندسي فريد، ويتميز بواجهته المزخرفة.
المدرسة الصالحية- وأنشأها
الصالح نجم الدين أيوب في العصر الأيوبي، وتُعتبر من أقدم المدارس في القاهرة.
باب زويلة - بوابة تاريخية شهيرة كانت
تُستخدم كمدخل رئيسي للقاهرة، وترتبط بها العديد من القصص التاريخية.
مجموعة قلاوون: وتضم مسجد ومدرسة وقبة ضريح السلطان المنصور قلاوون، وهي تحفة معمارية
من العصر المملوكي.
وكالة الغوري: كانت مركزًا تجاريًا مهمًا في
العصر المملوكي، وتُستخدم الآن كمركز ثقافي وفني.
بيت السحيمي: نموذج رائع للعمارة الإسلامية
في العصر العثماني، ويُعتبر من أفضل الأمثلة على البيوت التقليدية في القاهرة.
ولقد عملت كل هذه المعالم على شهرة الشارع وكانت
لها الاثر.. في ان يُعتبر شارع المعز واحدًا من أهم المعالم
السياحية في مصر، حيث يجذب السياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة عمارته الفريدة
وتاريخه العريق.
اضافة الى ان الشارع يُعتبر
متحفًا مفتوحًا للعمارة الإسلامية، مما يجعله مكانًا مثاليًا لعشاق التاريخ
والثقافة. ويُقام في
الشارع العديد من
الفعاليات الثقافية والفنية، مثل عروض الفنون الشعبية والحرف اليدوية، مما يعزز من
جاذبيته السياحية.
اما في مجال الحركة التجارية والحرف التقليدية يضم الشارع العديد من المحلات التي تبيع المنتجات
التقليدية مثل النحاسيات، الخزف، السجاد، والمشغولات اليدوية، مما يدعم الحرفيين
المحليين. كما يعج الشارع
بالحركة التجارية، خاصة في المناطق القريبة من خان الخليلي، حيث تُباع الهدايا
التذكارية والمنتجات التراثية. ولذلك يجذب الشارع السياح الذين ينفقون على المنتجات
التقليدية، مما يساهم في دعم الاقتصاد المحلي وزيادة الدخل للحرفيين والتجار.
شارع المعز لدين
الله الفاطمي
ليس مجرد شارع
تاريخي، بل هو رمز للهوية المصرية الإسلامية، وشاهد على عظمة الحضارة التي ازدهرت
في مصر عبر العصور. بفضل آثاره الفريدة وفعالياته الثقافية، يلعب الشارع دورًا
مهمًا في تعزيز السياحة ودعم الحركة التجارية، خاصة في مجال الحرف التقليدية التي
تُعد جزءًا لا يتجزأ من التراث المصري.
قلعة صلاح الدين
بقلم د. اسامة طلبة ..
في قلب القاهرة، حيث تلتقي أصالة الماضي بعظمة الحاضر، تقف قلعة صلاح الدين الأيوبي شامخة كرمز
للقوة والحكمة، شاهدة على قرون من التاريخ المليء بالأحداث التي شكلت وجه مصر
والمنطقة بأكملها. هذه القلعة ليست مجرد مبنى أثري، بل هي قصة حية تُروى بحجارة صامتة تحمل في طياتها أسرارًا
وحكايات عن قادة غيروا مجرى التاريخ.
في عام 1176، قرر القائد
العظيم صلاح الدين
الأيوبي بناء قلعة تحمي
القاهرة من أي غزو خارجي، خاصة بعد انتصاره الباهر في معركة حطين وتحرير القدس من الصليبيين. اختار صلاح الدين
موقعًا استراتيجيًا على هضبة المقطم، حيث يمكن رؤية المدينة بأكملها من أعلى، مما
يجعلها حصنًا منيعًا يصعب اختراقه.
كان
الهدف من بناء القلعة ليس فقط حماية مصر، ولكن أيضًا تأكيد قوة الدولة الأيوبية
ووحدة أراضيها. ومع مرور الوقت، تحولت القلعة من مجرد حصن عسكري إلى مركز للحكم، حيث حكم منها
سلاطين ومماليك وعثمانيون، كل منهم ترك بصمته على هذا الصرح العظيم.
إن قلعة
صلاح الدين هي نموذج فريد للهندسة العسكرية الإسلامية. تم تصميمها لتكون حصنًا
منيعًا، حيث تضم:
لكن
القلعة لم تكن مجرد حصن عسكري، بل كانت أيضًا مدينة صغيرة تضم مساجد وقصورًا ومدارس وحتى سجونًا. أشهر
معالمها اليوم هو مسجد محمد علي، الذي بُني في
القرن الـ19 على الطراز العثماني، ويُعرف أيضًا بمسجد المرمر بسبب استخدام الرخام
الأبيض في بنائه.
قلعة
صلاح الدين شهدت العديد من الأحداث التي غيرت تاريخ مصر، منها:
1. معركة المنصورة:
في العصر
المملوكي، كانت القلعة مركزًا لتخطيط الاستراتيجيات العسكرية، بما في ذلك معركة المنصورة التي هُزم فيها
الصليبيون عام 1250، مما أدى إلى إنهاء الحملات الصليبية على مصر.
2. عهد محمد علي
باشا:
في القرن الـ19،
أصبحت القلعة مقرًا لحكم محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة. قام محمد علي ببناء مسجده
الشهير داخل القلعة، وأجرى العديد من التعديلات على مبانيها لتتناسب مع العصر
الحديث.
3. الاحتلال
الفرنسي:
خلال الحملة
الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت، استخدمت القلعة كمركز عسكري، وشهدت
العديد من الأحداث السياسية والعسكرية المهمة، بما في ذلك محاولات الفرنسيين
السيطرة على مصر.
4. الثورة العرابية:
في القرن الـ19،
كانت القلعة مسرحًا لأحداث الثورة العرابية، التي قادها أحمد عرابي ضد الخديوي توفيق
والاحتلال البريطاني.
اليوم،
قلعة صلاح الدين ليست فقط موقعًا أثريًا، بل هي وجهة سياحية عالمية تجذب آلاف الزوار سنويًا. يمكن للزائرين استكشاف:
بالإضافة
إلى ذلك، توفر القلعة إطلالة بانورامية رائعة على القاهرة، حيث يمكن للزائرين رؤية المدينة
بأكملها من أعلى الهضبة، بما في ذلك الأهرامات في الأفق البعيد.
قلعة صلاح الدين
الأيوبي هي أكثر من مجرد حجارة، إنها قصة شعب وقائد، قصة كفاح وحكمة، وقصة نجاح استمرت لقرون. زيارة
القلعة ليست فقط رحلة عبر الزمن، لكنها أيضًا فرصة لفهم كيف يمكن للقيادة الحكيمة
أن تبني حضارة وتترك إرثًا خالدًا.
في
كل زاوية من زوايا القلعة، هناك حكاية تنتظر من يرويها، وهناك درس في القيادة
والإرادة والصمود. قلعة صلاح الدين ليست مجرد مكان، بل هي ذاكرة حية لمصر، تذكرنا دائمًا بأن التاريخ ليس مجرد ماضٍ،
بل هو أساس لمستقبل أفضل.
بقلم .الدكتور
اسامة طلبة
القاهرة - مارس
2025
واحة للسلام في قلب القاهرة ..
في قلب
العاصمة المصرية القاهرة، حيث تلتقي أصالة التاريخ مع حداثة العمارة، تقع حديقة الأزهر،
واحدة من أكبر وأجمل الحدائق في العالم. ليست مجرد مساحة خضراء، بل هي لوحة فنية
تجمع بين عبق الماضي وإنجازات الحاضر، لتقدم لزوارها تجربة فريدة تخطف الأنفاس
وتريح الأرواح.
تطل حديقة الأزهر على بعض من
أبرز المعالم التاريخية في القاهرة، قلعة صلاح الدين الأيوبي ومسجد محمد علي، مما يجعلها بوابة للزمن تصل بين الماضي
والحاضر. عند التجول في أرجائها، تشعر وكأنك تسير بين صفحات التاريخ، حيث تروي
الحديقة قصة حضارة عريقة امتدت لآلاف السنين.
تم إنشاء حديقة الأزهر في عام 2005 كجزء من مشروع تطوير القاهرة التاريخية، وهي تمتد على مساحة 30
هكتارًا، وتعتبر نموذجًا رائعًا للتصميم المعماري الحديث الذي يحترم البيئة.
الحديقة مزودة بمناطق جلوس مريحة، وممرات مشاة واسعة، ونوافير مائية خلابة،
بالإضافة إلى مساحات خضراء شاسعة تتناغم مع المناظر الطبيعية المحيطة.
فمن أعلى نقطة في الحديقة، يمكنك
الاستمتاع بإطلالة ساحرة على القاهرة التاريخية، حيث تظهر القلعة والمساجد الأثرية
وكأنها لوحة مرسومة بيد فنان. فالحديقة تشتهر بتنوع نباتاتها وأشجارها التي توفر ظلالًا
وارفة، مما يجعلها مكانًا مثاليًا للاسترخاء والهروب من صخب القاهرة.
وتنتشر في الحديقة نوافير مائية تضيف لمسة جمالية وهدوءًا، خاصة في ساعات المساء
عندما تضاء بألوان زاهية. وتوفر الحديقة مسارات
للمشي، ومناطق لعب للأطفال، ومقاهٍ تقدم مشروبات ومأكولات خفيفة، مما يجعلها وجهة
مثالية للعائلات.
حديقة الأزهر ليست مجرد مكان
للترفيه، بل هي رمز للسلام والتناغم بين الإنسان والطبيعة. تصميمها الفريد يجمع
بين عناصر الطبيعة الخلابة والإنجازات المعمارية الحديثة، مما يجعلها نموذجًا
يحتذى به في التخطيط الحضري المستدام.